روحي منسلخة عن جسدي..تائهة في نسمات معزولة من شعاع الزمن الأبيض..مقبلة من أفق العرافين وسفن الصقيع الوردية.. روحي جالسة فوق تلال الآمال والأحلام..مسافرة الى مرافئ عديدة..بدون هوبة.. علمتني الحياة دروساً صعبة.. أنا لستُ أنا..وقد سقطت كل الأقنعة من حولي.. صادفتُ الحياة صدفة..فشعرت بأن كل الأمور على ظهرها زائفة.. ولا يبق من الإنسان سوى القليل من الذكريات.. مشيت فوق الأشواك..كرهت الأنانية..وأشعلت حياتي شمعة لكل محتاج.. وسقطت حبيبات المطر..وارتوت الأرض..ونبت العشب الأخضر..وما زلت وحيدة..باحثة عن شاطئ الأمان.. كل الصداقات من حولي مزيفة..تتعشعش فيها الأكاذيب..والأغاني المكسورة.. فأحيانا تراني أجيد لعبة الغباء..او فن التطنيش.. لأحافظ على مشاعرهم.. وأحيانا أخرى تعتمرني الثورة وحالات التمرد.. وأتساءل..لماذا الحظ دوما في صداقاتي يجعلني أرملة الموقف.. غريبة أنا..ربما والغرابة سيف يقطع الوريد.. أعود الى واحتي..الى تساؤلاتي..مثلما تعود الشمس الى احضان الأفق.. وأتساءل من جديد.. هل أنا إمرأء غبية مدفونة في كومة مشاعر من رماد؟ ام ان الحياة انتزعت طيبتها من قلوب الناس؟ علمتني الحياة لعبة التحدي.. لأنني امرأة من ظل أصرت على ان تكون علامة فارقة في مفترق الوجود.. امرأة ضمت الى جانب الرومانسية ظلال الواقعية..فكانت عواطفها عقارب ميزان العدل الراجح تحت اوامر العقل.. أمرأة اعطت بلا حدود..أحبت بلا حدود..وتلقت ضربات بلا حدود..