[b]كن ورده طيبه حتي لقاطفها[/b]

بما إننا بشر

كن وردةً طيبها حتى لقاطفها . لادمنةً خبثها حتى لساقيها .

الحياة عبارة عن سبات لايدري المرئ متى يستيغظ منه( فالناس نيام فإذا ماتوا استيغظوا ) كما قال الامام علي عليه السلام .

وبما إننا ندرك ونعي أنه سيأتي ذلك اليوم الذي سنكون فيه مجرد ذكرى .

إذاً لماذا لانترك أثراً طيبا في نفوس من ربطتنا وإياهم علاقة يوما مهما كان نوعها وعمرها .

لماذا لانجعل من أنفسنا ذكرى جميلة يبتسم من يختزنها حين إسترجاعها .

ألن يكون ذلك أفضل من أن نكون كابوساً يلاحق من عرفونا يوماً ؟

لماذا يتعامل البعض منا مع البعض الآخر وكأنهم سيعيشون مخلدين؟

لو فكر الواحد منا بما سيئول إليه حاله بعد الممات . مارأيناه تجبر على أحد وأساء إليه في حياته .

ولكننا ننسى أو بالأحرى نتناسى . فنظلم ونتعدى على حقوق أقرب المقربين لنا .

وهذا هو البلاء بعينه وهو إننا لانتسلط إلا على اقرب المقربين لنا .

نسيء اليهم ونخاصمهم في الوقت الذي تستوجب علينا قرابتهم مراعاتهم ورعايتهم .

نحن هكذا وسنبقى هكذا . ولكن سيأتي اليوم الذي لن نقوى فيه حتى على التنفس .

عندها فقط سنستيقظ ونسئل الرجعة للإعتذار وإصلاح ماافسدناه حينما كنا احياء .

ولكن عبث . فما فاتنا في هذا المقام . قد فاتنا إلى الأبد .

فلنكن أكثر إنسانية في تعاملنا مع بعضنا البعض بما أننا خلقنا على إننا بشر .

لانجعل من هذا المسمى مجرد مسمى خاوي من المضمون .

فذلك زرع نزرعه ونحن اليوم أحياء .

لنجني ثمراته غداً بعد الممات .